وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70) الأنبياء
فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) الصافات
لماذا جاءت الأخسرين في الآية الأولى من سورة الأنبياء وجاءت " الأسفلين " في الآية الثانية من سورة الصافات ؟؟؟؟ .........
بالنسبة لسورة الأنبياء فنص الآيات الكريمة هو الآتي :_
قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67) قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70)
نلاحظ أن الكفار أرادوا حرق إبراهيم عليه السلام إنتصارا لآلهتهم منه فناسب أن يأتي بلفظ " الأخسرين " حيث خسروا معركتهم التي خاضوها ضد إبراهيم عليه السلام
ونجد ايضا مقابلة بين قول الكفار " حَرِّقُوهُ " وأمر الله تعالى للنار " كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا "
أما بالنسبة لآيات سورة الصافات
قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98)
فالكفار في هذا المقام أرادوا بناء بنيان عظيم وملأوه حطبًا من أجل إحراق سيدنا إبراهيم عليه السلام . قال ابن عباس: بنوا حائطًا من حجارة طوله في السماء ثلاثون ذراعًا وملئوه نارًا وطرحوه فيها فقاموا فقاموا بإعلاء بنيانهم الذي بنوه كيدا في إبراهيم عليه السلام فناسب أن يأتي الله تعالى بكلمة " الأسفلين " لأن السفول في مقابل علو هذا البناء الذي بني لأجل إعلاء كلمة باطل
ايضا كلمة " ألقوه " تعني إلقاء نبي الله إبراهيم من أعلى البنيان إلى أسفله فلما أراد الكافرون ذلك بإبراهيم عليه السلام كان جزاؤهم من جنس عملهم حيث أصبحوا هم الأسفلين
والله أعلى وأعلم
وفي الموضوعين إشارة لطيفة إلى لجوء أهل الباطل دوما لمنطق القوة والشدة تعويضا للنقص الناتج عن سقوط حجتهم وانعدام دليلهم في حين لا يعتمد صاحب الحق إلا على مقارعة الحجة بالحجة والدليل والبرهان
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
0 التعليقات: