من لطائف القرآن أن ظهور الرب لعباده أولاً بالربوبية، ثم بالإلوهية،
فإذا عرفوه بربوبيته، عرَّفهم بألوهيته سبحانه،
فالربوبية سابقة على الألوهية،
ولعل هذا أحد أسرار ابتداء الوحي باسم الرب في قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالقَلَمِ (4)}،
و قال في نبوة موسى عليه السلام في سورة طه: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)}
فابتدأ باسم الربوبية، ثم ثنى باسم الألوهية، لما ابتدأ بذكر التكليف، والله أعلم.
أما في سورة الفاتحة، فإن مقام الربوبية قد عُلِم، فكان الابتداء باسم الألوهية مقدَّمًا؛ لأنه الاسم الأشرف لله، وهو العلم الذي تتبعه كل الأسماء، والله أعلم
د/ مساعد الطيـــار
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
0 التعليقات: