لماذا ذُكر في سورة البقرة (( العاكفين )) بينما ذكر في سورة الحج (( القائمين ))



بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 
يقول الله عز وجا في كتابه الكريم :_


وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) سورة البقرة


وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) سورة الحج 



لماذا ذُكر في سورة البقرة (( العاكفين )) بينما ذكر في سورة الحج (( القائمين )) ... ؟؟؟؟ 


أولًا :_ ما الفرق بين العاكفين والقائمين في المعنى ؟؟


( العكوف ) معني العكوف: الإقامة ولزوم المكان 
جاء في لسان العرب " عكف على الشيء " أقبل عليه مواظبا لا يصرف وجهه عنه 
وقيل أقام  ومنه قوله تعالى "يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ " سورة الأعراف 
والعكوف الإقامة في المسجد . قال تعالى "وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ " سورة البقرة 
قال المفسرون من أهل اللغة وغيرهم عاكفون : اى مقيمون في المساجد لا يخرجون منها إلا لحاجة الإنسان 
والعاكفون هم أهل البلد الحرام المقيمون وقيل هم المجاورون له من الغرباء 


والقائمون هم المصلون كما يقول المفسرون فعلى هذا يكون القائمون هم الركع السجود إلا أنه ذكر أهم أركان الصلاة وهي القيام والركوع والسجود 


ففي سورة البقرة جائ السياق في ذكر أهل البلد الحرام  "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ " وذُكر ذرية إبراهيم وإسماعيل "وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) سورة البقرة 
وسكان البلد الحرام هم من ذرية إبراهيم وإسماعيل ومن هؤلاء السكان المقيمين في البلد الحرام فناسب ذكر ذلك العاكفين وهم اصل البلد الحرام المقيمون أو المجاورون  وعموعم من لزم المسجد الحرام 


أما في سورة الحج 
فقد ذكر " القائمين " ذلك أنه قال قبل هذه الآية  "وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25) سورة الحج 
فجعل العاكف فيه وغيره سواء فليس من المناسب أن يفرد العاكفين فقال " القائمين " 


والقائمين قد يكونون من العاكفين وغيرهم 


هذا من ناحية ومن ناحية آخرى أنه ذكر بعدها فريضة الحج والحجاج الذين يأتونه من كل فج عميق ولم يذكر أهل البلد وسكانه فقال  " وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) سورة الحج 
ومن هؤلاء المذكورين من سيعود إلى أهليهم بعد قضاء الحج فلا يناسب ذلك العكوف والإقامة 






 

    
 
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad