بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
قانون الظن ؟؟؟؟ .....
هناك نوعين من قانون الظن :_
2_ قاون الظن بالبشر
1_ قانون الظن بالله
كثير من الناس تحدث لهم مصائب ويمرون بأزمات ومشاكل في حياتهم ................... وآخرون يعيشون في سلام
هناك ناس تنجح في تحقيق أحلامها ..... وآخرون يفشلون
هناك من هو سعيد ............... وهناك الشقي التعيس
فــــــ أيهم أنــت ؟؟ .........
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : يقول الله تعالى :( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) رواه البخاري ومسلم .
يقول الحديث (أنا عند ظن عبدي بي) ولم يقل (عند حسن ظن ) ......... فمــــــا الفـــــــرق ؟؟
بين الله عز وجل أنه عند ظن عبده به اي أنه يعامله على حسب ظنه به ويفعل به ما يتوقعه منه من خير ... أو شر
و من إحسان الظن بالله عز وجل : أنه كلما كان العبد حسن الظن بالله ، حسن الرجاء فيما عنده ، فإن الله لا يخيب أمله .. ولا يضيع عمله .... فإذا دعا الله عز وجل ظن أن الله سيجيب دعاءه ... وإذا أذنب وتاب واستغفر ظن أن الله سيقبل توبته ويقيل عثرته ويغفر ذنبه ... وإذا عمل صالحاً ظن أن الله سيقبل عمله ويجازيه عليه أحسن الجزاء ....
ومنه قوله عليه الصلاة والسلام : ( ادعوا الله تعالى وأنتم موقنون بالإجابة ) رواه الترمذي فلابد أن يظل العبد متعلقا بجميل الظن بالله ، وحسن الرجاء فيما عنده وقل دائمًا وظني فيكَ يا ربي جميل ..... فحقق لي إلهي حُسنَ ظَني
وبذلك يكون حسن الظن بالله من مقتضيات التوحيد لأنه مبنيٌ على العلم برحمة الله وعزته وإحسانه وقدرته وحسن التوكل عليه ، فإذا تم العلم بذلك أثمر حسن الظن .
من أساءوا الظن بالله عز وجل :_وقد ذم الله في كتابه طائفة من الناس أساءت الظن به سبحانه ، وجعل سوء ظنهم من أبرز علامات نفاقهم وسوء طويتهم ، فقال عن المنافقين حين تركوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في غزوة أحد : { وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية } (آل عمران: 154) ، وقال عن المنافقين والمشركين : { الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء } (الفتح: 6) .
والمراد من الحديث تغليب جانب الرجاء ، فإن كل عاقل يسمع بهذه الدعوة من الله تبارك وتعالى ، لا يمكن أن يختار لنفسه ظن إيقاع الوعيد بل سيختار الظن الحسن وهو ظن الثواب والعفو والمغفرة وإيقاع الوعد وهذا هو الرجاء ، وخصوصاً في حال الضعف والافتقار كحال المحتضر فإنه أولى من غيره بإحسان الظن بالله جل وعلا ولذلك جاء في الحديث ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ) أخرجه مسلم عن جابر رضي الله عنه .
أشياء مهمة يجب الأخذ بها مع حسن الظن بالله
ومما ينبغي أن يُعْلم في هذا الباب أن حسن الظن بالله يعنى حسن العمل ، ولا يعني أبداً القعود والركون إلى الأماني والاغترار بعفو الله ، ولذا فإن على العبد أن يتجنب محذورين في هذه القضية :
المحذور الأول:_ هو اليأس والقنوط من رحمة الله والمحذور الثاني :_ هو الأمن من مكر الله
فلا يركن إلى الرجاء وحده وحسن الظن بالله من غير إحسان العمل ، فإن هذا من السفه ومن أمن مكر الله فهو خاسر وفي المقابل أيضاً لا يغلِّب جانب الخوف بحيث يصل به إلى إساءة الظن بربه فيقع في اليأس والقنوط من رحمة الله ، وكلا الأمرين مذموم ، بل الواجب عليه أن يحسن الظن مع إحسان العمل قال بعض السلف : " رجاؤك لرحمة من لا تطيعه من الخذلان والحمق " .
وهنا يقول الإمام الحسن البصري "إن قوما ألهتهم الأماني حتى ماتوا ولم يعملوا حسنة ويقول أحدهم أنا أحسن الظن بربي,
وقد كذبوا , فلو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل"
2_ قانون الظن بالناس
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث )
والمراد بالظن: هو التخمين بوقوع شيء ثم يبني على ذلك الظن أشياء ليس لها حقيقة، فيسبب ذلك عداوة وبغضاء .
وأنما قال بعض الظن إثم ( إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ )
لأن الظن ينقسم إلى:ـ
1) الظن السيئ الذي لم تقم عليه قرينة ولا دليل وهو الوارد في الآية الكريمة
2) الظن السيئ الذي قامت عليه القرينة وهذا جائز، وعلى الإنسان أن لا يتوسع في الظن ويقول هذه قرينة ثم يقع في المنهي عنه والمحظور .
قال أبو قلابة: إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه فالتمس له العذر جهدك،فإن لم تجد له عذرا فقل في نفسك: لعل لأخي عذرا لا أعلمه
.ولذلك نص العلماء على وجوب تجنب الظنون السيئة وحمل الناس على المحامل الحسنة، وطرد ما يلج للخاطر من أوهام وظنون.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيرا، وأنت تجد لها في الخير محملا .
فحسن الظن يؤدي إلى سلامة الصدر وتدعيم روابط الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع، فلا تحمل الصدور غلاًّ ولا حقدًا
فإذا كان المسلم مستور الحال ولم يظهر منه فسادا أو معصية فسوء الظن به حرام
علاجــــــــــــــــه :
قال ابن قدامه المقدسي رحمه الله تعالى : متى خطر لك خاطر سوء على مسلم :
فينبغي أن تزيد في مراعاته وتدعو له بالخير
فإن ذلك يغيض الشيطان ويدفعه عنك
وإذا تحققت هفوة مسلم ..... فانصحه في السر
واعلم أن من ثمرات سوء الظن التجسس ( وهذا يوصل إلى هتك ستر المسلم )
ولهذا قدم الظن على التجسس في الآية الكريمة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا قال القرطبي :(لأن الإنسان إذا ظن السوء سينتقل إلى مرحلة أخرى وهي التجسس ليتأكد ثم بعد التجسس سوف يغتاب ذلك الرجل بذكر معايبه.فبعضها يجر بعضا )فانظر إلى هذا التسلسل العجيب لأن الله هو الخالق لهذا الإنسان وهو العالم كيف تتسلسل في النفس وفيه تنبيه من جانب آخر أنه يجب على الإنسان أن يغلق أبواب الشر على نفسه لأنه إذا فتح باب الظن أنفتح باب التجسس ثم إذا امتلأ القلب بهذه الأمور المنكرة أصبح يفرِّغها في المجالس التي يجلس فيها فيقع في الغيبة .
الأسباب المعينه على حسن الظن :1 – الدعاء .
2 – إنزال النفس منزلة الخير .
3 - حمل الكلام على أحسن المحامل.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخير محملاً )
4 – التماس الأعذار للآخرين .
5 – تجنب الحكم على النيات (وهذه مهمة جداً لأن النيات محلها القلب ولا يعلمها إلا الله عز وجل)
6 – استحضار آفات سوء الظن وعدم تزكية النفس .
إن أحسنا فمن الله وحده لا شريك له وإن أسأنا فمن أنفسنا والشيطان ..
اللهم أصلح نياتنا وأفعالنا وخُلُقنا واجعلنا ممن يحسنون الظن بك وبالمؤمنين ..
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
0 التعليقات: