بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
كيف حالكم ....
سنتكلم اليوم عن خلق قرآني وهو خلق الاستقامة
وقبل البدء نود ان نعرف اولا :ما هو الطريق المستقيم ؟
الطريق المستقيم هو الطريق المستوي الذي لا عوج فيه وبه شبَّه الحق
(اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيم )
(وَأَنَ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوه)
وَاستقامه الإنسان هي لزومه المنهج المستقيم (فَاسْتَقِم كَمَا أُمِرتَ وَمَن تَابَ مَعَك )
اي أستقم على القرآن ...... استقم على أمر ربك .... والدين الذي ابتعثك به .... والدعاء إليه
(قُل إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثلَكُم يُوحَى إِلَيّ أَنَّمَا إِلَهكم إلَهُ وَاحِد فَاستَقِيمُواْ إِلَيْه وَاسْتَغْفِرُوه )
وللطريق معالم ... وحدود ..... والإنسان على الطرسق متبع لا مبتدع
فاتبع أمر الله واتق الله ان يطلع عليك في موضع لا يرضاه
كيفية تحقيق الاستقامة
1_ لابد من استقامة القلب حتى تستقيم الجوارح ...... ولكن كيف يستقيم القلب ؟؟
قال ابن القيم : استقامة القلب بشيئين 1_ ان تتقدم محبه الله تعالى عنده علي جميع المحاب
فاذا تعارض حب الله تعالى وحب غيره سبق حب الله تعالى حبَّ ما سواه
وما اسهل إدعاء ذلك وما أصعب أن يفعل
وسنَّه الله تعالى على من قدم حب غيره على حبه ان ينكد عليه محابه
وقضى اللهقضاء لا يرد ولا يدفع أن من احب شيئا سزاه عذب به ........ ومن خاف غيره سُلِطَ عليه ....
ومن اشتغل بغيره كان شؤما عليه ..... ومن آثر غيره عليه لم يبارك فيه .... ومن ارضى غيره بسخطه أسخطه عليه
2_ تعظيم الأمر والنهي وهو ناشئ عن تعظيم الآمر الناهي وهو الله عز وجل
وذم الله من لا يعظم أمره ونهيه فقال ( مَا لَكُم لَا تَرجُونَ للهِ وَقَارًا)
ما دلالة هذا التعظيم ( علاماته )
1_ رعايه أوقاتها وحدودها (الاوامر )
2_ التفتيش على أركانها وواجباتها وكمالها 3_ الحرص على تحينها في أوقاتها
4_ المسارعة إليها عند وجوبها
5_ الأسفُ عند فوت حق من حقوقها
اذن حتى تستقيم جوارحنا يجب ان يستقيم القلب ...... وحتى يستقيم القلب لابد من حب الله وتعظيم أمره ونهيه
فلا تستقيم الطاعه بدون تعظيم لله .... إذ كيف تطيع من لا تحترم أمره
برهان دليل احترامك :_
وأن تتقبل ذلك بصدر منشرح وقلب محب خاشع صادق سليم
ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)
إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51)
آثار الاستقامة ونتائجها
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30)
ربنا الله
.... هي العقيدة ..... منهج حياة للضمائر والقلوب ........
منهج حياة للمعاملة والسلوك ...... لانعبد غيره ولا نشرك به شيئا
نحب ونبغض فيها ..... ونصبر على ما نلاقي في سبيلها
وهل فاز المسلمون الا بالصبر على عقيدتهم .....
وهل عودوا وأخرجوا بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله .........
وهل يتخلى الله عمن يصدق فيها ويخلص في القيام بتبعاتها .......
ربنا الله .... هي العقيدة
اثبت عليها ولا تمل عنها (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا)
عند ذلك تنزل الملائكة لتثبت القلوب والنفوس وتسوق البشرى
ربنا الله وحده الذى نعبده ..... وحده الذي ندعو اليه ..... وحده الذي نعتمد عليه ...... وحده الذي نحكتم اليه
واخيرا طريق الاستقامة يحتاج الى عمل وجهد
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30)
الجهد هو جهد التطبيق والثبات وعدم الميل مع الهوى لأنه لابد من الابتلاء
الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)
وأمام هذه العواصف والابتلاءات ينكشف معادن الناس وتُعرف خصائصهم
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول ويتبعون احسنه
اللهم اجعل القران حجة لنا لاعلينا
وعلمنا منه ما جهلنا وذكرنا منه ما نسينا واجعله شفيعا لنا
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
0 التعليقات: