بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
تحدثنا المرة السابقة عن خلق الاستقامة
وانه لابد من استقامة القلب حتى تستقيم الجوارح لأمر الله تعالى ونهيه
ولن يحدث ذلك كله الا بحب الله وادراك عظمته
وقلنا اننا سنعيش بـ (ربنا الله )
خلقنا اليوم عن الصبر
فلكي نحقق الاستقامة لأمر الله تعالى ونهيه لابد ان يكون معها صبر
اولًا ذكر الله الصبر في آيات عديدة في كتابه
بل وقال الله عنهم :وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ
وقال تعال : وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)
أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76)
رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (65)
قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43)
الصبر هو منع النفس عن محابها وكفها عن هواهاوعند التأمل في الآيات نجد أن الصبر 3 أنواع
1_ صبر على طاعة الله
2_ صبر عن معصية الله
3_ صبر على اقدار الله
والإنسان مكلف ومسئول ولا يمكن أن يؤدي الامانة والعهد الذي أُخذ منه الا بضبط النفس وإيقافها عند معالم وحدود
وضبط النفس واتباع التكاليف هي التي تميز الإنسان عن غيره من الحيوانات وتكفل للمجتمع حياة هادئة كريمة ... فكل شيء في حياتنا يحتاج الى صبر
العبادة تحتاج الى صبر
والأخلاق تحتاج الى صبر
ومخالطة الناس وتحمل آذاهم يحتاج الى صبر
والمصائب تحتاج الى صبر
والنجاح في الحياة يحتاج الى صبر
والإنسان عامة في كل أحواله لا يمكن أن ينهض له عمل أو يتحقق له قصد إلا بالصبر
فمفتاح النجاح في الدنيا والآخرة هو الصبر
فاعلم انه في طريقك للوصول الى اي شيء حتى للنجاح في العمل
ستجد صعوبات فمن صبر وأكمل فله النجاح والفوز والسعادة
فلماذا مدح الله المؤمنين في كتابه
لاستقامتهم وصبرهم على طاعته
صبرهم على خلق التواضع ولين الجانب ومخاطبة السفهاء
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63)
صبروا على الإنابة لله وطاعة أمره
وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا
ومع حسن عبادتهم يخافون عذاب الله ويرجون رحمته
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65)
صبروا على إنفاق المال دون شُح أو إسراف
وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67)
طرق تحصيل الصبر
1_ اعلم أن الصبر عطاء من الله وتثبيت منه تعالى فادع الله أن يصبر على طاعته ويبعدك عن معصيته وقل (اللهم اعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك )
فالله هو المعين في كل شيء
2_ قوة الصلة بالله تعالى
فعلى قدر الصلة بالله وصدق الأخلاص له يكون الصبر في الباساء والضراء
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ
وعلى قدر البعد عن الله يكون الفزع والوهن في القلب والجبن عند اللقاء
سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ
فقوة الصلة بالله تزيد الإيمان وبالتالى تورثه رضا عن الله في كل شيء وإنابة له عند اي معصية
3_ حسن الظن بالله وتذكر نعمه عليك
4_ علو الهمة في طريقك الى الله
فان تذكرت الآخرة والحساب والجزاء هان عليك كل شيء
ثمار الصبر
الفوز في الدنيا والآخرة
والحصول على رضا الله
(فعند الاختبار والامتحان في الدنيا إن رضيت لك الرضا وان سخطت فلك السخط
قال تعالى :أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76)
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)
اخيرًا لنا في قصة سيدنا يوسف أسوة حسنة في الخلقين معا
فمن عاش واستقام على ( ربنا الله) بحقها وصبر من أجلها
أتته الدنيا راغمة ولا يضره كيد كائد أو مكر الماكيرن
اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين الشاكرين الحامدين الصابرين
واجعل القرآن حجة لنا لا علينا