تابع هدية لمن يريد حفظ الزهراوين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سورة آل عمران


تعريف بالسورة
كل سورة من سور القرآن الكريم لها وحدة موضوع
واسم كل سورة مستوحى من هذا الموضوع

أما تسمية السورة بـ (آل عمران) 
فهي إكرام لزوجة عمران والسيدة مريم ابنة عمران
 فالسيدة مريم عليها السلام كانت رمزاً للثبات في العبادة والعفّة
 وزوجة عمران كانت رمزاً للثبات بنصرة الإسلام 
(رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا) وحينها كان المسجد الأقصى
 مأخوذاً من المؤمنين فنذرت ما في بطنها لخدمة المسجد الأقصى
ووضعتها أنثى وتقبلها الله تعالى منها.
 وكذلك سورة آل عمران فيها نظرة عالية للمرأة بذكر زوجة عمران
ومريم عليها السلام التي رفعت من الروح المعنوية لدى سيدنا زكريا 
فدعا ربه أن يهب له ذرية صالحة.
 وفي هذا إشارة أن رمز الثبوت هم النساء
ولذا جاء ترتيب سورة النساء مباشرة بعد سورة آل عمران.
 هذا والله أعلم

وسورة آل عمران (مدنية) نزلت بعد الأنفال وعدد آياتها 200 آية
 وهي بعد سورة البقرة في ترتيب المصحف.



وهي شقيقة سورة البقرة  بنص أحاديث النبي صلى
الله عليه وسلم وتسميان (بالزهراوين)
. وهناك تشابه كبير بينهما، فكلتهما بدأتا بـ (ألم) 
واختتمتا بدعاء،
 ومن لطائف القرآن أن أول 3 سور من القرآن قد اختتمت بدعاء:


الفاتحة (ٱهْدِنَا ٱلصّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ...) (4).
البقرة (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) (255).
وآل عمران (...رَبَّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفّرْ عَنَّا سَيّئَـٰتِنَا
 وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلاْبْرَارِ) (193).

وهذه إشارة إلى أهمية الدعاء عند المسلم ليلجأ إليه دائماً.



هدف السورة: الثبات على المنهج



إن الهدف الذي تدور حوله السورة وثيق الصلة بهدف سورة البقرة
 التي كانت تخبر المسلمين بأنهم مسؤولون عن الأرض،
 والتي عرضت منهج الاستخلاف. فسورة آل عمران تؤكد الثبات
 على هذا المنهج،
 والكثير من الأشخاص - بعد أن يقرأوا المنهج ويتحملوا المسؤولية
- يزيغون ويسقطون، ويبتعدون عن المنهج القويم، 

كالذي يتعبد في شهر رمضان ثم يغلق أبواب الطاعة والعبادة بعده.
 فالسورة تخاطب المتدينين منذ أكثر من 20 سنة وتثبتهم على الدين،
 كما تخاطب الشباب الذين تديّنوا بالأمس وتقول لهم أثبتوا على دينكم ومنهجكم لتحقيق استخلاف المسلم في الأرض.





تقسم السورة إلى قسمين:


1. القسم الأول: الآيات (1 - 120):_

الثبات على الحق فكرياً أمام المؤثرات الخارجية، من
 خلال الحديث عن أهل الكتاب والحوار معهم،
 وهو أول حوار بين العقائد في القرآن.




2. القسم الثاني: الآيات (120 - 200):_

تتحدث عن الثبات على الحق عملياً أمام المؤثرات الداخلية من خلال
 الحديث عن غزوة أحد، كنموذج للأخطاء التي قد تقع وكيفية تفاديها.


والواقع أن السورة تناولت هذين المحورين من خلال التعليق على
 حادثتين حصلتا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:





- الحادثة الأولى:
 لقاء وفد نصارى نجران مع النبي، حين استضافهم في المسجد النبوي وحاورهم لمدة ثلاثة أيام وهو يمثل أول حوار للأديان في التاريخ
 ويبين كيف تثبت في مواجهة الأفكار الخارجية من خلال المناقشة
 مع وفد نصارى نجران 
وهي تعلمنا فكرة مناقشة أهل الكتاب عامة 

- الحادثة الثانية: غزوة أحد والهزيمة أمام المشركين

 فتأتي 80 آية للتعقيب عليها، لأن أكثر 

المؤمنين لم يثبتوا في الغزوة ولم يطيعوا أوامر

 الرسول صلى الله عليه وسلم (وخاصة الرماة).


وقد بَدَأْتُ بالخارج حتى تجهّز للمسلم البيئة المحيطة،
 وبعد ذلك بدأت بالتكلم على الداخل بالرغم من حدوث غزوة أحد قبل
حادثة وفد نصارى نجران ولكن للتثبيت أولًا خارجيًا ثم داخليًا 



صحيح أن هذه الآيات تعلق على حوادث مضى عليها أكثر من
1400 سنة، لكنها تخاطب المسلمين في كل العصور
 لتعلمهم كيف يثبتوا خارجياً وداخلياً، فكرياً وعملياً.



البداية و النهاية


بدأت السورة بما يساعد المسلم على الثبات،
 وختمت أيضاً بما يثبته على الحق.


اقرأ في بداية السورة:
 الم ٱلله لا إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ  نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ بِٱلْحَقّ مُصَدّقاً
 لّمَا بَيْنَ يَدَيه{ (1-3).


فإلهكم إله واحد وهو المعين على الثبات،
 والكتاب حقّ، وهو طريقك إلى الثبات على هذا الدين.




والآية الأخيرة تقول للمؤمنين :
 يَـأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَٱتَّقُواْ ٱلله
 لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{ (200).


اصبروا أي اصبر نفسك، 
أما صابروا فمعناها أن تساعد غيرك على الصبر،

 وأما رابطوا فمعناها أن يبقى المسلم مستعداً لمواجهة أي خطر
 يأتي من الخارج.
 والرباط يكون على الثغور لدفع وصد العدو الخارجي
 سواء كان هذا العدو جيشاً أو فكرة وشبهة.




الثبات على الحق: الآيات كثيرة في الثبات لكل الطبقات وكل الناس
  • (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)
     آية 102
  • (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ) آية 103
  • (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي
     سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) آية 146
  • (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ
     فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ
     وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)
     آية 173 – 174
  • (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ
     تُفْلِحُونَ) آية 200



وذكر القرآن كعامل من عوامل الثبات قد تكرر كثيراً في السورة.










عقبات الثبات: (الشهوات والمعاصي)


في أوائل السورة نقرأ الآية
: زُيّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوٰتِ مِنَ ٱلنّسَاء وَٱلْبَنِينَ 
وَٱلْقَنَـٰطِيرِ ٱلْمُقَنطَرَةِ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلْفِضَّةِ وَٱلْخَيْلِ 
ٱلْمُسَوَّمَةِ وَٱلانْعَـٰمِ وَٱلْحَرْثِ ذٰلِكَ مَتَـٰعُ ٱلْحَيَوٰةِ 
ٱلدُّنْيَا وَٱلله عِندَهُ حُسْنُ ٱلْمَأَبِ(14).



فالتعلق بمتاع الدنيا الزائل وشهوتها الفانية عامل خطير ضد ثبات الأمة.


ويقول تعالى:
إِنَّٱلَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ إِنَّمَا 
ٱسْتَزَلَّهُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ{(155).



فهذه الآية تقول بأن الذين تولوا من الصحابة يوم غزوة أحد
 كان عندهم ذنوب في الماضي، فاستزلّهم بها الشيطان فلم يثبتوا.
ونرى آية أخرى في نفس المعنى:
أَوَ لَمَّا أَصَـٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ 
هَـٰذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ(165).



ما الحــــــــــــــــــــــل ؟؟؟؟؟
   و كيف نثبت ؟؟؟


الحل:
1_اللجوء إلى الله تعالى 




 (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ
 أَنتَ الْوَهَّابُ) آية 8،

 والآيات في آخر السورة 
(رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ *
 رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا
 رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ *
 رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ 
إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ) ( 192،193،194) 

وكذلك دعاء زوجة عمران 
(إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا
 فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) آية 35

 وكذلك دعوة سيدنا زكريا
 (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ 
سَمِيعُ الدُّعَاء (آية 38)

 وسورة آل عمران هي أكثر السور التي ورد فيها دعاء
 لأننا إذا اردنا الثبات على المنهج علينا أن ندعو الله تعالى
 ونلجأ إليه حتى يعيننا على الثبات
 لأننا بأمسّ الحاجة إلى عون الله تعالى للثبات.

2- العبادة:

 وهذه السورة مليئة بنماذج عُبّاد.
 السيدة مريم وعبادتها:
 (فتقبّلها رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا
 كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً
 قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ
إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ) آية 37 ،
 وسيدنا زكريا
 (فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ
 بِيَحْيَـى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ)
 آية 39 ، 
(رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا
رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ) آية 193.

3- الدعوة إلى الله:


 لأنه لما يدعو أحدنا غيره إلى الله تعالى فهذا يعين على الثبات.
 (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ
 عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) آية 104،
 و(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ
 الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) آية 110

4- وضوح الهدف:


 يجب أن يكون الهدف واضحاً في الحياة.
 (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ
 السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
 آية 191

5- الأخوّة:


 تركيز على الأخوّة في الدين بشكل شديد
 لأنها من أهم ما يُعين على الثبات.
 (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ
 مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) آية 103
، و(وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ
 وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) آية 105.

6_ التوبة 




لذلك تتكرّر الآيات التي تدعو إلى التوبة والمسارعة فيها.

فيقول تعالى:
ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا ءامَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ{ (16).
إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذٰلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ ٱلله غَفُورٌ رَّحِيمٌ{(89).

وتأتي الآية :
وَسَارِعُواْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مّن رَّبّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَـٰوٰتُ وَٱلاْرْضُ
 أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ{ (133).


فلتكن هذه الآية شعاراً للشباب الذين 
يقعون في المعاصي، المسارعة بالاستغفار والتوبة
 لنثبت على الحق ونضمن جنة 
عرضها السماوات والأرض.





قيمة المرأة في السورة




واللطيف
أيضاً في السورة التي تتحدث عن الثبات أن الله تعالى قد جعل
نموذج الثبات 
سيدتين فالسورة مع أن اسمها آل عمران،
 لم تذكر عمران نفسه
 بل ركزت على 
زوجته ونيتها المخلصة في نصرة دين الله
 التي كانت سبباً بعد ذلك في ولادة 
السيدة مريم
 ومن بعدها سيدنا عيسى.
 لاحظ أيضاً أن سيدنا زكريا على ما له من 
قيمة في أنبياء بني إسرائيل
 قد تعلّم من السيدة مريم.

كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا ٱلْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ 
يٰمَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَـٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ ٱلله...
{ و} هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ...{(37-38).


فرمز الثبات في السورة هو النساء، 
والسورة التالية بعد آل عمران هي أيضاً سورة النساء،
 وهذا أوضح دليل على 
تكريم الإسلام للمرأة ورفع قدرها.




فالثبات الثبات على الحق فكراً 
وعملاً، واجعل لك مبدا وهدفا فى حياتك واثبت عليه ،
 وتعلّموا من السيدتين 
اللتين ذكرتا في هذه السورة:
 امرأة عمران، ومريم بنت عمران.


ختام أقسام السورة بالثبات

ومن الإشارات الواضحة أن يختم القسم الأول بالثبات: 
وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً (120).
كما ختم القسم الثاني بالثبات :يَـأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱصْبِرُواْ
وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَٱتَّقُواْ ٱلله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200).






































تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad