الله عز وجل يريدك مسرورا ..... فلما الحزن؟؟ !!!!


ابتعد عن ما يحزنـك

من كلام الشيخ ابن عثيمين‎ 





قال الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله

[ كل ما يُحْدِث الندم فإنّ الشرع يأمرنا بالابتعاد عنه ،

 فالله سبحانه وتعالى قال : (إنما النجوى من الشيطان ليحزن 

الذين ءامنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله ) ،

 والله تعالى إنما أخبرنا بذلك من أجل أن نتجنب هذا الشيء، 

فالمراد : أن نبتعد عن كل ما يحزن .

و لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يتناجى اثنان دون 

الثالث ، من أجل أن ذلك يحزنه ) ؛ فكل ما يجلب الحزن 

للإنسان فهو منهي عنه


ثانيا : أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر من رأى رؤيا 

يكرهها أن يتفل عن يساره ثلاث مرات ، ويستعيذ بالله من 

شرها ومن شر الشيطان ، وينقلب إلى جنبه الثاني ، ولا يخبر

 بها أحدا ، ويتوضأ ويصلي ، كل هذا من أجل أن يطرد 

الإنسان عنه هذه الهموم التي تأتي بها هذه الأمراض ، ولهذا 

قال الصحابة : لقد كنا نرى الرؤيا فنمرض منها ، فلما حدَّثَهم 

رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا الحديث ؛ يعني 

استراحوا ، ولم يبق لهم هم ، فكل شيء يجلب الهم والحزن 

والغم فإن الشارع يريد منا أن نتجنبه


ولهذا قال الله تعالى : ( فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا 

فسوق ولا جدال في الحج )

لأن الجدال يجعل الفرد يحتمي ويتغير فِكْرُهُ من أجل المجادلة ،

 سيحصل له هم ويلهيه عن العبادة .

المهم اجعل هذه نصب عينيك دائما ؛أي : أن الله عز وجل يريد 

منك أن تكون دائما مسرورا بعيدا عن الحزن


والإنسان في الحقيقة له ثلاث حالات :

حالة ماضية ،  وحالة حاضرة ، وحالة مستقبلة

الماضية : يتناساها الإنسان وما فيها من الهموم ؛لأنها انتهت

 بما هي عليه إن كانت مصيبة فقل : ((اللهم أجرني في 

مصيبتي واخلفني خيرا منها)) وتناسى، ولهذا نهى عن النياحة 

، لماذا ؟

لأنها تجدد الأحزان وتذكر بها.


المستقبلة : علمها عند الله عز وجل ،اعتمد على الله ، وإذا 

جاءتك الأمور فاضرب لها الحل ، لكن الشيء الذي أمرك 

الشارع بالاستعداد له فاستعد له.


والحال الحاضرة هي : التي بإمكانك معالجتها ، حاول أن تبتعد 

عن كل شيء يجلب الهم و الحزن والغم ، لتكون دائما 

مستريحا منشرح الصدر، مقبلا على الله وعلى عبادته وعلى 

شؤونك الدنيوية والأخروية ، فإذا جربت هذا استرحت ؛ أما إن 

أتعبت نفسك مما مضى ، أو بالاهتمام بالمستقبل على وجه لم 

يأذن به الشرع ، فاعلم أنك ستتعب ويفو تك خير كثير].

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر :شرح العلامة ابن عثيمين لكتاب بلوغ المرام (كتاب البيوع).





تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad